المغفور له الملك الحسين بن طلال في سطور
الملك الحسين هو الابن البكر للملك طلال بن عبدالله والملكة زين الشرف بنت جميل. وبعد أن أكمل دراسته الابتدائية في عمان انتظم جلالته في كلية فكتوريا في الاسكندرية في مصر، ومن بعدها في مدرسة هارو في انجلترا.
وتلقى جلالته بعدها تعليمه العسكري في أكاديمية ساندهيرست (Sand Hurst) الملكية للعلوم العسكرية في انجلترا.
وفي الحادي عشر من آب (أغسطس) 1952 نودي بالحسين ملكا. وحينها لم يكن جلالته اكمل الثماني عشرة سنة قمرية من عمره ما جرى على أساسه تشكيل مجلس وصاية ليتولى إدارة البلاد إلى حين الاستحقاق الدستوري لتسلم جلالته سلطاته الدستورية، والذي جرى في الثاني من أيار (مايو) 1953.
وفي الخامس عشر من حزيران (يونيو) 1978 اقترن الملك الحسين بجلالة الملكة نور.
هوايات المغفور له الملك الحسين بن طلال
كان جلالة الملك الحسين طيارا متميزا، كما كان قائد درجات نارية ومتسابق سيارات بارع، أحب الرياضات المائية، التزلج، التنس. كما كان يهوى الاستماع للراديو، وتصفح الانترنت، وكان مطلعا في قراءاته على العلاقات السياسية، والتاريخ، القانون الدولي، العلوم العسكرية، وفنون الطيران. كما كان الحسين موضوع عدة كتب، ثلاثة منها من تأليفه هي كتاب "مشاغل الملوك" (1962)، والذي تناول طفولته وسنوات حكمه الأولى، وكتاب "حربي مع إسرائيل" (1969) وكتاب "مهنتي كملك".
أحداث تاريخية
قاتل الجيش العربي في حرب العام 1948، وقدم الشهداء وحافظ على القدس والضفة الغربية وتمكن من ابقائهما إلى ان احتلتهما إسرائيل في حرب العام 1967.
وحقق الاردن افضل نموذج لوحدة اندماجية في 24 نيسان (ابريل) 1950، عندما اعلن مجلس برلمان الشعب الاردني والفلسطيني الوحدة التامة.
كما كان الاردن صاحب الدعوة لإنشاء مؤسسة القمة العربية التي دعا اليها جلالة الملك الحسين المعظم طيب الله ثراه منذ المؤتمر العربي الاول في العام 1964.
واكتسب الاردن بفضل قيادته الهاشمية سمعة دولة مميزة جعلته يشارك من خلال قواته المسلحة في عمليات حفظ السلام وواجبات هيئة الامم المتحدة في مختلف بقاع العالم.
انجازات في عهد المغفور الملك الحسين بن طلال
كافح جلالة المغفور له الملك الحسين عبر سنوات حكمه السبع والأربعين لإرساء السلام في الشرق الأوسط. إذ كان له دور محوري في بلورة قرار مجلس الأمن رقم 242، الذي صدر بعد الحرب العربية - الإسرائيلية في العام 1967.
وينادي هذا القرار بانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية التي احتلتها خلال هذه الحرب مقابل السلام. وشكل هذا القرار العمود الفقري الذي استندت عليه جميع مفاوضات السلام اللاحقة.
وفي عام 1991، قام الملك الحسين بدور جوهري في انعقاد مؤتمر مدريد للسلام، وفي توفير "مظلة" مكنت الفلسطينيين من التفاوض حول مستقبلهم كجزء من وفد أردني - فلسطيني مشترك.
الاعمار الهاشمي الأول –العام 1924
كان الشريف الحسين بن علي أول المتبرعين لإعادة تعمير المسجد الأقصى عندما بدأ المسلمون في العام 1924 حملة لجمع التبرعات لتنفيذ هذا الاعمار، فبادر بالتبرع بمبلغ 24 ليرة ذهباً لهذه الغاية من ماله الخاص.
الاعمار الهاشمي الثاني 1952 – 1964
وبدأ الاعمار الهاشمي الثاني في الثامن من أيار (مايو) 1952، بعد ستة أيام من تتويج الملك الحسين الشاب، وعملت الحكومة على ترميم قبة الصخرة، ولم ينجح الترميم الذي تم في عقد العشرينات وشمل استبدال القبة الخارجية الخشبية بقبة من الألمنيوم المغطى بالذهب، في منع تسرب المياه إلى الداخل. كما كانت القبة قد أخذت تفقد بريقها الذهبي الخارجي.
وجعل الملك الحسين الحفاظ على هذا الرمز من بين مسؤولياته الرئيسية.
وفي العام 1959، بدأ الترميم الثاني الذي موله الأردن (000ر60 دينار)، إضافة إلى دعم من دول إسلامية أخرى (000ر86 دينار). وقد انتهى العمل في الترميم الثاني في السادس من آب (اغسطس) 1964، ورعى جلالة الملك المغفور له حفل الانتهاء من الاعمار في ذلك العام في ساحة المسجد الأقصى.
الأعمار الطارئ العام 1969
بعد تعرض منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى المبارك لأضرار كبيرة عندما أضرمت فيه النار يوم 21 آب 1969 على يد اليهودي المتطرف دينيس روهان. قامت الحكومة بترميم المنبر، بكلفة ستة ملايين دينار.
الاعمار الهاشمي الثالث 1992 – 1994
بادر جلالة المغفور له الملك الحسين في عقد الثمانينات بعد ان بدأ لمعان قبة الصخرة المشرفة يبهت بالاعمار الهاشمي الثالث. وقامت وزارة الأوقاف بتكليف شركة البناء الإيرلندية ميفان Mivan، بتصفيح القبة بحوالي 5000 صفيحة ذهبية براقة، وإعادة بناء دعامات السطح، وتصليح البنية الأساسية للمبنى، وتسليح المجمع ضد الحرائق. كما تم توجيه اهتمام خاص لترميم منبر صلاح الدين، ولاختيار المواد التي تشبه إلى أقصى درجة تلك المواد التي استعملت في الأصل.
وأنفق جلالة الملك الراحل أكثر من ثمانية ملايين دينار لتمويل المشروع .
منبر صلاح الدين الأيوبي
أمر جلالة الملك عبدالله الثاني بإعادة بناء منبر صلاح الدين الايوبي، بدلاً من المنبر الذي احترق العام 1968. في سياق المسؤولية التاريخية للهاشميين تجاه القدس والمقدسات، وتجاه العرب والمسلمين.
وأزاح جلالته اللوحة الرئيسية عن منبر صلاح الدين الايوبي، الى مكانها، في المنبر في 15 حزيران (يونيو) العام 2003 في جامعة البلقاء التطبيقية.
وقد حرك جلالته اللوحة الرئيسية من منبر صلاح الدين الايوبي الى موقعها المؤقت في المنبر في جامعة البلقاء التطبيقية، حيث تم توقيع اتفاقية بين وزارة الاوقاف وجامعة البلقاء بشراكة من معهد الفنون الاسلامية.
وانتهت اعمال اعادة صنع منبر صلاح الدين الايوبي في 26 تموز (يوليو) 2006. الذي دمر في الحريق الذي اصاب المسجد الاقصى العام 1969 على نفقة جلالة الملك عبدالله الثاني، حيث استخدم فيه 16 ألفا و500 قطعة من الخشب المعشق بدون استخدام المسامير أو أي مادة لاصقة.
وقام جلالته برفع الستار عن المنبر الذي يبلغ طوله 6 أمتار في معهد الفنون الاسلامية التابع لجامعة البلقاء التطبيقية، موعزا للجهات المعنية بنقله للقدس الشريف، ليعود إلى مكانه بعد 37 عاما من الحريق الذي تسبب به المتطرفون اليهود.
الجهد العربي للمغفور له الملك الحسين بن طلال
عمل الملك الراحل الحسين بن طلال على حل الخلافات بين الدول العربية. فقد بذل جهوداً خلال أزمة الخليج بين عامي 1990 - 1991 لضمان انسحاب عراقي سلمي واستعادة الكويت لسيادتها وصدر عن الدولة "الكتاب الأبيض" الذي يشرح الموقف الحقيقي والعقلاني للقيادة الأردنية من أزمة الخليج تلك.
كذلك سعى جلالته إلى تحقيق مصالحة عربية حقيقية، حافزة للتوسط في الحرب الأهلية اليمنية. وكان جلالته ينادي في معظم خطاباته ومن معظم المنابر بتقديم مساعدة إنسانية دولية للتخفيف من المعاناة اليومية للشعب العراقي.
وأسهم التزام الملك الحسين بالديمقراطية والحريات المدنية وحقوق الإنسان في جعل الأردن إنموذجاً يحتذى بين دول المنطقة.
وفتحت الإصلاحات الأخيرة الباب أمام الأردن ليستأنف خياره الديمقراطي وفي سنة 1990، عين الملك الحسين لجنة ملكية تمثل جميع أطياف الفكر السياسي الأردني لوضع مسودة الميثاق الوطني، الذي يعتبر اليوم - جنباً إلى جنب مع الدستور الأردني- بمثابة خطوط توجيهية لعملية مأسسة الديمقراطية والتعددية السياسية في البلاد.
وأجرى الأردن في الأعوام 1989 و1993 و1997 انتخابات برلمانية.
وركز الملك الحسين بعد ذلك مباشرة على البنية التحتية الاقتصادية والصناعية لتكمل وتعزز التقدم الذي أراد أن يحققه في مجال نوعية حياة شعبه. وخلال عقد الستينيات من القرن العشرين، تطورت صناعات الأردن الرئيسية، بما في ذلك الفوسفات والبوتاس والإسمنت. كما تم إنشاء شبكة من الطرق تغطي أنحاء المملكة كافة.
إنجازات المغفور له الملك الحسين بن طلال على الصعيد البشري
تتحدث الأرقام عن إنجازات الملك الحسين على الصعيد البشري. فبينما كانت خدمات المياه والمرافق الصحية والكهرباء متاحة أمام نسبة لا تزيد على 10% من الأردنيين في العام 1950، قفزت هذه النسبة لتبلغ 99% في وقتنا الحالي. وارتفعت نسبة المتعلمين إلى 85,5% في العام 1996، بعد أن كانت 33% فقط العام 1960. وتظهر إحصائيات منظمة اليونيسف أن الأردن قد حقق في الفترة من العام 1981 إلى العام 1991 أسرع نسبة سنوية في العالم في مجال انخفاض وفيات الأطفال دون السنة من عمرهم 70 حالة وفاة لكل 1000 حالة ولادة في العام 1981 إلى 37 وفاة لكل 1000 ولادة في العام 1991، أي بانخفاض مقداره 47%. ولطالما آمن الملك الحسين بأن الشعب هو أغلى ما يملك الأردن، فقد شجع طيلة سنوات حكمه جميع المواطنين - بما في ذلك الأقل حظاً وذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام - على تحقيق المزيد لخدمة أنفسهم وبلدهم.
[b]وفاة المغفور له الملك الحسين بن طلال [/b]
سيبقى جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال في الذاكرة والوجدان بوصفه زعيماً قاد بلده عبر النزاعات والاضطرابات إلى أن أصبح الأردن واحة للسلام والاستقرار والاعتدال في الشرق الأوسط.
وينظر الأردنيون إلى ذكراه بكل حب وتقدير باعتباره مصدر الإلهام لمناخ الانفتاح والتسامح والتعاطف الذي يتمتع به الأردن.
وقد أرسى المغفور له تراثاً مزدهراً يبشر بتوجيه دفة الأردن لسنوات طويلة قادمة.
وكان جلالته عند رحيله في السابع من شباط ( فبراير) 1999 قد أمضى أطول فترة حكم بين جميع زعماء العالم. وكان يحتل أهمية عظيمة بين المسلمين في شتى أنحاء العالم لانتمائه إلى الجيل الثاني والأربعين من أحفاد النبي محمد عليه الصلاة والسلام.
وبتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الراية تستمر المسيرة المباركة التي بدأها المؤسس الملك عبدالله الأول بن الحسين ثم جلالة الملك طلال ثم جلالة الملك الحسين مسيرة البناء والأعمار والتقدم والرخاء ببذل الجهد في سبيل مزيد من الرخاء والاستقرار ولمً شمل العرب لبناء غد أفضل.
الجمعة نوفمبر 11, 2016 8:34 pm من طرف الدكتور سعيد الرواجفه
اليومية
