ابتدأ العقد الاخير من القرن العشرين باحداث ساخنة، فقد نشبت حرب الخليج الثانية وقادت الولايات المتحدة الامريكية تحالفاً كبيراً، ولكن كان للاردن رؤيته الواضحة، فقد اصدر الاردن فيما بعد الكتاب الابيض يشرح موقف الاردن من هذه الازمة طالما انه قد دعا الى احتواء الازمة عربياً، وطالب الرئيس صدام حسين بالانسحاب من الكويت فوراً، ولكن في الوقت نفسه كان للاردن موقفه من ان للعراق الحق في الدفاع عن نفسه .
- من القضايا الاقتصادية التي كانت تشكل تحدياً كبيراً للاردن هي (المديونية الكبيرة، وقد وصلت المديونية الاردنية عام 1991م الى تسعة مليارات دولار وهذه مديونية ضخمة ونسبتها كبيرة وعالية بقياسها مع حجم الموازنة ومعدل الدخل السنوي ولمعالجة الوضع اتبعت الحكومة برنامجاً للتصحيح الاقتصادي وحقق هذا البرنامج نجاحاً ملموساً وانخفضت المديونية الى ستة مليارات دولار، وحين بدأ الاردن خطوات المسيرة السلمية تعهد الرئيس الامريكي بيل كلنتون بشطب الديون الاردنية على مدى ثلاث سنوات،وتحقق ذلك واتخذت الحكومة الامريكية في 5 تموز 1995 قرار بشطب 700 مليون دينار كانت مستحقة على الاردن .
- صدر قانون الاحزاب في اب 1992م الذي ينظم عمل الاحزاب وكيفية تسجيلها وشروط التسجيل وافسح القانون المجال امام كل ابناء الوطن لتشكيل الاحزاب وفقاً للقانون وتحت مظلة الدستور.
- شهدت حرب الخليج الثانية حالة من الفتور في العلاقات العربية خاصة بين الاردن وعدد من الدول العربية، ولكن بعد حوالي اربع سنوات عادت العلاقات الى طبيعتها فقد اعلن وزير الخارجية الاردني في تموز 1995م عن فتح الحوار لازالة الخلاف مع المملكة العربية السعودية .
- اطلق الرئيس الامريكي جورج بوش الأول في 6 اذار 1991م مبادرة سلام جديدة ترتكز على اربع نقاط هي مقايضة الارض بالسلام وعقد اتفاقات امنية مشتركة،والاعتراف باسرائيل وحفظ الحقوق السياسية الشرعية للشعب الفلسطيني،وبدأ الحديث عن مؤتمر دولي للسلام وقرر الاردن الاشتراك في هذا المؤتمر والقى جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه خطابا امام مؤتمر وطني اردني في 12 تشرين الاول 1991م موافقته على الاشتراك في مؤتمر دولي للسلام، وتم افتتاح هذا المؤتمر في مدريد يوم 30 تشرين الاول 1991م.
- انتقلت مفاوضات السلام الى واشنطن وقدم الاردن كل الخدمات الممكنة للوفد الفلسطيني وبذل كل الجهود لان ينفصل الوفد الفلسطيني عن الوفد الاردني ليكون متحدثاً مستقلاً ومفاوضاً رسمياً وممثلاً لدولته وشعبه، ونجح الاردن في الوصول الى اتفاقيات تتعلق بالمياه والارض حتى كان يوم 26 تشرين الاول 1994م وهو يوم توقيع معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية في وادي عربة بحضور الرئيس الامريكي بيل كلنتون وجلالة الملك الحسين طيب الله ثراه، والرئيس الاسرائيلي وايزمن ورئيس الوزراء اسحق رابين .
- القى جلالة الملك الحسين يوم 25 تشرين الاول 1994م خطاباً شاملاً قال فيه ان المعاهدة الاردنية الاسرائيلية هي لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة وان الاردن لن يتخلى عن واجباته القومية وقال ان الاردن دائماً يدفع الثمن وما ادار ظهره يوماً ولكن كم اداروا ظهورهم لنا .
- جرى التصويت على المعاهدة الاردنية الاسرائيلية في مجلس النواب يوم 6 تشرين الثاني 1994م وقد صادق مجلس النواب عليها باغلبية 55 صوتا من اصل ثمانين، وفي مساء ذلك اليوم صدرت الارادة الملكية السامية بالمصادقة على قانون تصديق معاهدة السلام بين المملكة الاردنية الهاشمية واسرائيل .
- نتيجة للسمعة الدولية المميزة للمملكة الاردنية الهاشمية فقد قررت الامم المتحدة الاستعانة بالقوات الاردنية في مهام حفظ السلام في العالم ،وكانت البداية في اب 1992 ووصل عدد القوات الاردنية المشاركة في حفظ السلام مع نهاية عام 1994م الى 3614 عسكريا.
- في عام 1998م وفي شهر ايلول غادر جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه الى مايوكلينك للعلاج هناك، وخضع جلالته لعلاج مكثف في مواصلة لاستئصال السرطان، ويعود جلالته الى ارض الوطن في الثاني والعشرين من كانون الاول عام 1998م، ويقرر تعيين سمو الامير عبدالله بن الحسين ولياً للعهد في 24 كانون الثاني 1999م ولكن ما لبث جلالته ان عاد الى مايو كلينك بسبب حالته الصحية الحرجة، وبقي اياماً هناك ليعود بعدها الى الوطن وليتوفاه الله في السابع من شباط 1999م وليتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية في ذات اليوم وتقام لجلالة الملك الحسين طيب الله ثراه جنازة عظيمة هي جنازة العصر بحق شارك فيها زعماء العالم من جميع الدول ممثلين لبلادهم ،ومقدرين عظمة الرجل الراحل ومكانة الاردن المميزة .
الأردن
الأردن: مواقف ورؤى
1991 - 7 شباط 1999