أكاديميون وإعلاميون: كلام الملك توجيه لإحداث نقلة نوعية في الإعلام ليضطلع بمسؤولياته الوطنية

أكاديميون وإعلاميون: كلام الملك توجيه لإحداث نقلة نوعية في الإعلام ليضطلع بمسؤولياته الوطنية




عمان -بترا – شدد خبراء وأكاديميون متخصصون في الشأن الاعلامي على أن ما ذكره جلالة الملك عبدالله الثاني أمام القائمين على الشأن الاعلامي امس يعد توجيها لاحداث نقلة نوعية في الاعلام والصحافة لتضطلع بمسؤولياتها العامة تجاه الوطن، ومسار التنمية.
وشددوا على أهمية الالتزام بالمعايير المهنية وأن تأخذ الصحافة بعين الاعتبار ظروف المرحلة الراهنة التي يعيشها الاردن، وأن يعطي الاعلام الاحداث ما تستحق من اهتمام دون مبالغة أو تهويل وبعيدا عن اغتيال الشخصية، مؤكدين ان ذلك لا يعتبر مسا بالحرية الصحفية التي أكد جلالته غير مرة أن حدودها السماء.
وقالت العين ووزيرة الاعلام السابقة ليلى شرف « أعتقد ان ما قاله جلالة الملك في لقائه القائمين على الشأن الاعلامي أمس واضح ويعبر عن نفسه من دون شرح أو تأويل.
وشددت شرف على ان ما ذكره جلالته يعد توجيها لاحداث نقلة نوعية في الاعلام والصحافة بالدرجة الاولى نحو مسؤولياتها العامة تجاه الوطن، ومسار التنمية وتجاه تعميق الحرية المسؤولة والقادرة على المشاركة في صنع القرار بتحليلها المتجرد الموضوعي.
من جهته ذكر وزير الاعلام الاسبق إبراهيم عزالدين أن جلالة الملك شدد في لقائه أمس على اهمية الالتزام بالمعايير المهنية، مشيرا الى أن المهنية الصحافية كفيلة بتصويب كل الامور.
وأكد أبراهيم عز الدين ضرورة أن تأخذ الصحافة بعين الاعتبار ظروف المرحلة التي يعيشها الاردن، وأن تعطي اي وسيلة إعلامية أي خبر أو حدث ما يستحقه من اهتمام دون مبالغة أو تهويل.
وأكد من جهته أستاذ الصحافة ورئيس قسم الاعلام في جامعة البترا الدكتور تيسير أبو عرجة تعقيبا على التصريحات الملكية السامية على أهمية التوظيف الصحيح للاعلام والاخبار لخدمة مصالح الوطن.
وذكر ان هذه المصالح متشعبة ومتعددة، واحد اهمها المصالح الاقتصادية وبشكل خاص في هذه الاونه الحساسة التي يحتاج فيها الوطن لكل جهد يصب في وعاء الاستقرار الاقتصادي خدمة لمصالح الوطن والمواطنين.
ويرى أبو عرجة أن جلالته شدد على أهمية مجابهة المرحلة الراهنة بمهنية صحفية عالية، ما يعني وفق ابو عرجة التحقق من دقة كل معلومة قبل نشرها، وتجنب الاثارة الصحفية وتناول الموضوعا ت والقضايا بشكل هادىء ورصين وعدم الحكم على القضايا المقدمة للقضاء قبل النطق الاخير فيها.
وقال ان التنافس الاعلامي يجب ان يصب على أولوية تقديم الجوانب الايجابية وقصص النجاح والتقدم البناء، والنظر الى مجمل الصورة المطلوبة للاردن في عيون الاخرين، وهذا يتطلب مسؤولية التدقيق فيما ينشر، مشيرا الى ان هذا ليس معناه التضييق على حرية التعبير، وانما الحرص على سلامة ما ينشر وما يقال من ان يخالطه الشك والمبالغة واغتيال الشخصية والمس بكرامة المواطنين.
وذكر أبو عرجة بما نوه به جلالة الملك عبدلله الثاني في لقائه مع ممثلي وسائل الاعلام بالضرر الكبير الذي تحدثه الشائعات في حياة الناس ومصالح الوطن الامر الذي يدعونا لتجنب الشائعات والتأكد من سلامة الاخبار قبل نشرها.
وقال عميد كلية الإعلام في جامعة اليرموك الدكتور محمد القضاة إن المهنية والحرفية تحتم نبذ الاقلام الدخيلة على المهنية، وبنفس الوقت تفهم عبارة «الحرية سقفها السماء» بحيث تكون حرية مسؤولة، وأن يعرف ان حريته تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين ولا يعني الحرية الشتم والقدح وذم الآخرين.
واشار الى ان هذه الاقلام الدخيلة على المهنة ومن خلال الاثارة وبطريقة غير موضوعية وغير امينة ادت الى تحريف وتغيير الواقع والحقائق، وقلبها رأسا على عقب ما ادى الى ظهور الكثير من الاشكاليات في كل المجالات، مبينا ان هذه المشكلة لن تنتهي الا بوجود وسائل اعلام تحترم نفسها وذاتها.
وأكد أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق القائمين على الشأن الاعلامي في نبذ الأقلام غير المهنية وبنفس الوقت على الجهات المختلفة والتي لها علاقة بالاعلام ان تتخذ اجراءات رادعة بحق من يرتكب تشهيرا او ذما او قدحا أو حتى ايراد وكتابة معلومات خاطئة.
وأكد استاذ الإعلام في جامعة الشرق الأوسط الدكتور عصام الموسى أن كلام جلالة الملك جاء في الوقت المناسب، للرد على من شككوا بصورة الإنسان الاردني تحديدا وقدرته على الإنجاز، مشيرا الى أن هذا التشكيك يقود الى المساهمة في ضعف البنى الإجتماعية ويدفع الانسان ليفقد الثقة في مجتمعه.
وبين ان كلام جلالته وضع النقاط على الحروف وبيّن الشطط الذي وصلت اليه بعض الاقلام وبعض وسائل الإعلام ، مشيرا الى انه يفترض العودة الى الطريق السليم واستخدام المهنية الحقيقية القائمة على الدقة والموضوعية من خلال اكثر من مصدر.
وذكر أن من مهام الاعلامي والصحافي أن يبث في مجتمعه الثقة وليس تدميرها وهذا مطلب يجب ان يتوافر لدى كل صحافي لرفع معنويات مجتمعه وبما يقود بالنهاية لحماية منجزات الوطن، مشيرا الى أن ما ذكره جلالة الملك يعد دعوة الى كل صحافي للقيام بمسؤوليته الإعلامية والمهنية بشكل صحيح.
وقال مدير الاذاعة السابق والصحافي والكاتب هاشم خريسات إن دور الصحافة والإعلام بشكل عام هو البحث عن الحقيقة وكشفها واتخاذ موقف من كل قضية مهما كان نوعها، إذ انه من دون كشف عن الحقيقة لا يمكن للوطن ان يتطور.
وبين ان مبادئ الصحافة والإعلام تقوم على الحقيقة والموقف والالتزام بهما التزاما تاما يقوم على المهنية من جهة ، ومن جهة اخرى نحتاج الحرية لممارسة دورها وما لم يتكامل دور الحرية مع المسؤولية سيكون هناك تشويش في الرأي العام، لان الصحافة والاعلام من الوسائل الرئيسية لقيادة الرأي.
وبين ان الاعلام الاردني بشقيه العام والخاص اجمالا ملتزم ووطني ومسؤول، إلا ان ما يحدث من خرق لتلك القاعدة احيانا بكل اسف حالات محدودة ومحصورة والاساس ان نقاومها جميعا لما تشكله من إساءة لسمعة الوطن ولمجموع المواطنين والدولة بكل مقوماتها.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني أكد أنه مع حرية الصحافة ووسائل الإعلام المسؤولة والمستندة إلى الحقيقة في عملها، والتي تضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل الاعتبارات.
وشدد جلالته على أن هناك مسؤولية كبيرة على الجسم الإعلامي لنبذ ومحاربة الممارسات غير المهنية من قبل بعض الأقلام التي تعتاش على الإشاعة والابتزاز، ما نفر الكثير من أصحاب رؤوس الأموال من القدوم إلى المملكة، وأثر سلبا على حجم الاستثمار في السوق الأردني.
وبين جلالته أن على الصحافة ووسائل الإعلام حماية منجزات وصورة وسمعة الوطن، ومحاربة من يستهدف إرباك عمل المؤسسات العامة وقدرتها على اتخاذ القرار وخدمة المواطن وتوفير الأفضل له، مشددا جلالته على ضرورة أن يكون الإعلام السلاح الذي يدافع عن الوطن ومقدراته، وليس أداة للجلد وتصفية الحسابات وممارسة الابتزاز، في سعي البعض وراء تحقيق مكاسب شخصية.