منتدى وثيقة العهد الهاشمي
عزيزنا الزائر,,الزائرة الاكارم أهلا وسهلا بكم بين إخوتكم وأصدقائكم ...أنتم غير مسجلين
يشرفنا تسجيلكم وإنضمامكم لأسرة منتداكم هذا منتدى وثيقة العهد الهاشمي ونرحب بمشاركاتكم وتواجدكم فأهلا وسهلا بكم
منتدى وثيقة العهد الهاشمي
عزيزنا الزائر,,الزائرة الاكارم أهلا وسهلا بكم بين إخوتكم وأصدقائكم ...أنتم غير مسجلين
يشرفنا تسجيلكم وإنضمامكم لأسرة منتداكم هذا منتدى وثيقة العهد الهاشمي ونرحب بمشاركاتكم وتواجدكم فأهلا وسهلا بكم
منتدى وثيقة العهد الهاشمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى وثيقة العهد الهاشمي

دور الهاشميـــين في تحقــيق الامـــن و الـــــرقي والاستقـــــرار للأردن تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه وتحت شعار ( الله * الوطن * الملك )
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» الهائمة الحزينة - امام الحقيقة
غزوة بدر الكبرى وفتح مكة العظيم Icon_minitime1الجمعة نوفمبر 11, 2016 8:34 pm من طرف الدكتور سعيد الرواجفه

» الحُميمة وأُخدود الجريمة - ثم الراجف
غزوة بدر الكبرى وفتح مكة العظيم Icon_minitime1الثلاثاء أبريل 26, 2016 4:42 am من طرف الدكتور سعيد الرواجفه

» الناب الازرق - الدكتور سعيد الرواجفه
غزوة بدر الكبرى وفتح مكة العظيم Icon_minitime1الجمعة أبريل 03, 2015 8:04 am من طرف الدكتور سعيد الرواجفه

» الهائمة الجوَّالة - الدكتور سعيد الرواجفه
غزوة بدر الكبرى وفتح مكة العظيم Icon_minitime1الثلاثاء فبراير 19, 2013 3:15 am من طرف الدكتور سعيد الرواجفه

» البصمه المثيرة - الدكتور سعيد الرواجفه
غزوة بدر الكبرى وفتح مكة العظيم Icon_minitime1الأحد فبراير 03, 2013 4:10 am من طرف الدكتور سعيد الرواجفه

» الأنا والفرق - الدكتور سعيد الرواجفه
غزوة بدر الكبرى وفتح مكة العظيم Icon_minitime1الأحد يناير 27, 2013 7:37 pm من طرف الدكتور سعيد الرواجفه

» ضيف نجد - الدكتور سعيد الرواجفه
غزوة بدر الكبرى وفتح مكة العظيم Icon_minitime1الثلاثاء يناير 22, 2013 4:03 am من طرف الدكتور سعيد الرواجفه

» كتاب الميراث - الفصل الخامس - الدكتور سعيد الرواجفه
غزوة بدر الكبرى وفتح مكة العظيم Icon_minitime1الإثنين أغسطس 06, 2012 10:15 pm من طرف الدكتور سعيد الرواجفه

» كتاب الميراث - الفصل الثالث - الدكتور سعيد الرواجفه
غزوة بدر الكبرى وفتح مكة العظيم Icon_minitime1الإثنين أغسطس 06, 2012 10:07 pm من طرف الدكتور سعيد الرواجفه

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
أبريل 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
 123456
78910111213
14151617181920
21222324252627
282930    
اليوميةاليومية
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث

 

 غزوة بدر الكبرى وفتح مكة العظيم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
السيد محمدابراهيم الشباك
مراقب عام المنتدى
السيد محمدابراهيم الشباك


عدد المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 17/04/2011
العمر : 52
الموقع : الاردن

غزوة بدر الكبرى وفتح مكة العظيم Empty
مُساهمةموضوع: غزوة بدر الكبرى وفتح مكة العظيم   غزوة بدر الكبرى وفتح مكة العظيم Icon_minitime1السبت أبريل 23, 2011 8:06 pm

غزوة بدر الكبرى وفتح مكة العظيم
نصر وفتح في صوم مبارك
شهر رمضان المبارك هو شهر الخير والبركات، شهر الجهاد والانتصارات والفتوحات، شهر تجلت فيه الملاحم والبطولات الإسلامية في أبهى صورها على أيدي رجال المسلمين أبطال اتّبعوا نبيهم اتباعًا كاملاً وأحبوه، رجال صدقوا ما عاهدوا اللهَ عليه، نصروا دين الله تعالى وطبقوا شرعه الحنيف فنصرهم الله وأيدهم بجُندٍ من عنده وأعزّهم، رجال أبطال مجاهدين كانوا يخافون الله عزّ وجلّ ويُطيعونه فإذا أشرقت شمس الصباح كانوا أسودًا فرسانًا يصومون ويصلون ويتقون الله عز وجل حقّ تقاته وإذا ما جنّ عليهم الليل كان لهم دويّ بقراءة القرءان كدويّ النحل فنصرهم الله سبحانه وتعالى على أعدائهم وأعزَّهم في دنياهم.

وإنَّ المتتبع للانتصارات العظيمة التي أحرزها هؤلاء المسلمون الأبطال في الماضي يجد أن كثيرًا منها ما كان في شهر رمضان المبارك شهر الخير والبركات؛ فغزوة بدر الكبرى كانت في شهر رمضان قال الله تعالى :{ولقد نصركم الله ببدرٍ وأنتم أذلّة فاتقوا الله لعلكم تشكرون}، والفتح العظيم فتح مكة كان في شهر رمضان، قال الله تعالى :{إنَّا فتحنا لك فتحًا مبينًا}، وفتح الأندلس على يد القائد العظيم المظفّر "طارق ابن زياد" كان في رمضان، ومعركة عين جالوت التي قضى فيها المسلمون على الزحف التتاريّ البغيض وانكسار الروم في تبوك كل ذلك كان في شهر رمضان المبارك شهر الجهاد والفتوحات والبركات شهر الخير والبركات.

ونحن نسلّط الأضواء على هذه الفتوحات والانتصارات الإسلامية المباركة الميمونة لنأخذ منها العبر والحكم في حياتنا ولتكون لنا شعلة ونبراسًا وهاجًأ يضي لنا حياتنا ونحن اليوم نعيش في خضم بحر عات متلاطم الأمواج يواجه فيه المسلمون أعداء شرسين خبثاء يتربصون بالإسلام والمسلمين الدوائر.

ـ غزوة بدر الكبرى:

غـزوة بـدر الكبرى

وعاقبة الصابرين

الحمد لله وحده، صدق وعده ونصر عبده وأعزّ جنده وهزم الأحزاب وحده، ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي لا نبي بعده وعلى ءاله وصحبه الطاهرين وعباد الله الصالحين، أما بعد فيقول الله عز وجل: «ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون». (ءال عمران 123).

يقول الله تعالى: «ولقد نصركُمُ الله ببدر وأنتم أذلةٌ فاتقوا الله لعلكم تشكرون» إنها غزوة بدر إنها غزوة كبيرة نصر الله فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه أهل الإيمان والحق على المشركين أهل الشرك والباطل، في أول مواجهة عسكرية حصلت بعد نزول الإذن بالقتال. قال الله تعالى: «أُذن للذين يُقَاتَلون بأنهم ظُلموا وإنّ الله على نصرهم لقدير الذين أُخرجوا من ديارهم بغيرِ حقٍ إلا أن يقولوا ربُّنا الله».

لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان بن حرب مقبلاً من الشام في عير عظيمة لقريش فيها أموال لهم وتجارة من تجاراتهم وفيها ثلاون أو أربعون رجلاً، ندب المسلمين غليهم وقال: «هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليهم لعل الله ينفلكموها»، فأصاب أبو سفيان خبرًا من بعض الركبان أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد استنفر أصحابه، فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري فبعثه إلى مكة وأمره أن يأتي قريشًا فيستنفرهم إلى أموالهم ويخبرهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد عرض لها في أصحابه، فلما وصل الخبر قريشًا تجهظت، وتخلَّف من أشرافها أبو لهب فبعث مكانه العاص بن هشام. ولما فرغوا ن جهازهم وأجمعوا السير ذكروا ما بينهم وبين بني بكر من بني كنانة من الحرب (وبو بكر كانوا من المسلمين الأشداء على الكفار) فقالوا: إنا نخشى أن يأتونا من خلفنا. فتبدى لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك وكان من أشراف كنانة فقال: «أنا جارٌ لكم من أن تأتيكم كنانةٌ من خلفكم بشىء تكرهونه» فخرجوا سِراعًا فأقبل المشركون ومعهم إبليس لعنه الله يُحمّسُهم على قتال المسلمين، ثم كان أول من فرَّ هاربًا عند رؤيته للملائكة، فقال له رجل من المشركين: يا سراقة أما زعمت إنك جار لنا، فقال: «إني أرى ما لا ترَون». خرجت قريش تسعمائة وخمسين مقاتلاً ومائي فرس وتسعمائة درع، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة لثلاث خلون من رمضان سنة اثنتين للهجرة ومعه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، منهم سبعة وسبعون من المهاجرين والباقي من الأنصار، ولم يكن معهم إلا فارسان أحدهما المقداد ابن عمرو الكندي والثاني قيبل هو الزبير بن العوام وقيل غيره، وتخلف بعض لعذر (ضرب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سهمًا من الغنيمة)، منهم عثمان بن عفان خلَّفه رسول الله على ابنة رقية وكانت مريضة، فأقام عليها حتى ماتت. ثم إنه لما وصل الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مسير قريس استشار الناس وأخبرهم عن قريش، فقام سيدنا أبو بكر فقال وأحسَنَ، ثم قام سيدنا عمر فقال وأحسن، ثم قام المقداد بن عمرو فقال وأحسن، وكانوا من المهاجرين. وأما من الأنصار وقف سعد بن معاذ فقال مقالته المشهورة ومنها: «لقد ءامنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض لما أردت فنحن معك، والذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلَّف منا رجل واحد، وما تكره أن تلقى بنا عدونا غدًا إنَّا لصبرٌ في الحرب صدق في اللقاء، لعل الله يريك منا ما تقرُ به عينك فسر بنا على بركة الله تعالى» فسُرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بقول سعد ثم قال: «سيروا وأبشروا فإن الله وعدنا إحدى الطائفتين (أي غنم القافلة أو غنم المعركة) واللهِ لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم». فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم يبادرهم إلى الماء حتى جاء أدنى ماء ن بدر فنزل به، وكان الحباب بن المنذر عليمًا خبيرًا بأسرار المكان فقال: «يا رسول الله أرأيت هذا المنزل، أمنزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدم أو نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟» فقال له: «بل هو الرأي والحرب والمكيدة»: قال: «يا رسول الله، إن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله، ثم نغور ما وراءه من القلب (أي نردم ءابار الماء المتبقية) ثم تبني عليه (أي على بئرنا) حوضًا فمكلأه ماء فنشرب ولا يشربون» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد أشرت بالرأي»، وفعل ذلك، ثم إنه لما رأى الرسولُ قريشًا مقبلة قال: «اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تكذب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني به». ودبَّ الخوف في قريش من المواجهة فطلب بعضهم الرجوع، لكن أبا جهل لعنه الله أصرَّ على القتال. فحصلت مبارزة بين حمزة والأسود بن عبد الأسد المخزومي فقتله حمزة، ثم خرد من قريش عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة وابنه الوليد بن عتبة فبارز الإمام عليّ الوليدَ فقتله، وبارز حمزةُ شيبةَ فقتله، وبارز عبيدةُ بن الحارث عتبةَ فضرب كل منهما الآخر فأثبت كل منهما صاحبه وكرَّ حمزة وعليّ رضي الله عنهما بأسيافهما على عتبة فأجهزا عليه واحتملا عبيدة وقد قطعت رجله ثم مات. وتزاحم الجيشان ودنا بعضهم من بعض. وبينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو للمسلمين بالنصر ومعه سيدنا أبو بكر خفق خفقة ثم قال: «أبشر يا أبا بكر فقد أتى نصرُ الله هذا جبريلُ ءاخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه النُقَعُ»، يريد الغبارَ.

لقد جاء جبريل في ألف من الملائكة، ثم جاء ميكائيل في ألف من الملائكة ثم جاء إسرافيل في ألف من الملائكة، فأنزل الله عز وجل: «إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألفٍ من الملائكة مردفين». ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ حفنة من الحصباء فاستقبل بها قريشًا فرماهم بها وقال: «شاهت الوجوه»، وأمر أصحابه فقال: «شدُّوا عليهم»، فكانت الهزيمة، فقُتل من قُتل من صناديد قريش وأُسر من أُسر من أشرافهم، وكان شأن تلك الحصباء عظيمًا إذ أنها لم تترك من المشركين رجلاً إلا دخلت عينيه، وجعل المسلمون يقتلونهم ويأسرونهم. وكان من جملة من قُتل من المشركين أبو جهل أجهز عليه عبدُ الله بن مسعود، وعقبة بن أبي معيط وكان مأسورًا ثم أمر النبي بقتله، والنضر بن الحارث وكان قد أمر النبي بقتله عندما وصل إلى الصفراء راجعًا من بدر، وكان من شدة عداوته للنبي أنه إذا تلا النبي صلى الله عليه وسلم القرءان يقول «ما يأتيكم ممد إلا بأساطير الأولين». وأما أبو لهب فمات كمدًا في مكة لما بلغه ما حلَّ بالمشركين. ومن جملة من أسلم ممن أُسر العباسُ عم النبي صلى الله عليه وسلم وعقيلُ بن أبي طالب وغيرهما. واستشهد من المسلمين عبيدة بن الحارث، وعمير بن أبي وقاص، ويزيد بن الحارث، وغيرهم، وكانوا أربعة عشر، ستة من المهاجرين، وثمانية منالأنصار (ستة من الخزرج واثنين من الأوس).

فهنيئًا لهم وهنيئًا لكل من شهد بدرًا والحديبية فإنهم خيرة الصحابة وخيرة هذه الأمة. ومن العجائبالتي حصلت في تلك الغزوة أن عكاشة بن محصن الأسدي قاتل بسيفه حتى انقطع في يده فأتى النبيَّ فأعطاه جَزلاً من حطب وقال له: «قاتل بهذا يا عكاشة»، فلما أخذه من النبي هزه فعاد سيفًا في يده فقاتل حتى فتح الله على المسلمين.

من هنا فإننا نقول: إن ذكرى غزوة بر هي درسٌ تاريخي يعلم أهمية الصبر وحسن عقبى الصابرين، درسٌ يرمز إلى عظيم أجر المخلصين الصادقين، وكيف تكون عاقبة الظالمين، فالحق لا بد منصور مهما حيكت المؤامرات وحبكت الدسائس، وهذه الأمة ما زال فيها الخير والصلاح وإن شذ فريقٌ من القوم وعظم الخطب والبلاء، وسلوانا أن نقول: ليست الدنيا منتهى الأمر بل القيامة ءاتيةٌ لا ريب، فطوبى لمن استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، وويلٌ لمن تولى ونكص على عقبيه، واعلموا أن الله عزَّ وجلَّ يقول: «يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون».

إن معركة بدر الكبرة درة ناصعة ونجمة زاهرة مضيئة في تاريخ الأمجاد والانتصارات الإسلامية المجيدة، إنها معركة وغزوة كبرى نصر اللهُ عزّ وجل فيها رسوله المجتبى وحبيبه المرتضى صلى الله عليه وسلم ومن معه من الصحابة المؤمنين الذين اتبعوا نبيهم عليه السلام في السراء والضراء وبصدق وإخلاص، وصبروا على البلاء والمصائب وثبتوا كالجبال الراسخة على ما هم عليه من هدة وإيمان.

في غزوة بدر الكبرى نصر الله تعالى المؤمنين وكانوا قلة بالنسبة إلى من قاتلهم من مشركي قريش فقد كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ولم يكن معهم إلا فارسان، وهزم الله تعالى في هذه المعركة مشركي قريش الذين عادوا الله ورسوله وكانوا كثيرة بالنسبة إلى المؤمنين بعددهم وعُدّتهم، فقد كانوا حوالي تسعمائة وخمسين مقاتلا فيهم مائتا فارس مدجّجين بالعدة والسلاح، يقول الله عز وجل: {كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين} وفي مكان عند بدر التقى هنالك جيشان غير متكافئين من حيث العدد والعدة، الجيش الإسلامي بقيادة القائد الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكان معه أهل الإيمان من الصحابة الكرام الذين ملأ الإيمان قلوبهم، ونصروا الله ورسوله ورفعوا راية الإسلام عالية خفاقة، فأيّدهم الله عز وجل بنصره وأمدّهم بجند من الملائكة المكرمين تقاتل معهم، حتى كان النصر حليفهم ضد أعدائهم المشركين. والجيش الثاني كان فريقَ الكافرين أهل الباطل والطغيان من مشركي قريش الذين جاءوا بكل قوتهم وثقلهم وعلى رأسهم صناديد قريش وأشرافها والذين لم يتخلف منهم إلا القليل، جاءوا يعادون الله تعالى ويحاربون رسوله، فخذلهم الله عز وجل وأذلّهم وجعل الدائرة عليهم. قال تعالى:{وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} وهكذا كان النصر العظيم في غزوة بدر الكبرى للمسلمين المؤمنين المتقين مواجهة عسكرية كبرى حصلت بعد الهجرة وبعد نزول الإذن للمسلمين بالقتال في قوله تعالى :{أذن للذين يُقاتلوم بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حقّ إلا أن يقولوا ربنا الله}.

ـ مواقف:

إن من الموافق العظيمة في غزوة بدر الكبرى والتي تستدعي التأمل والوقوف عندها طويلا ذلك الموقف العظيم الذي وقفه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما رأى قريشًا قد جاءت مقبلة بقدها وقديدها تعادي الله ورسوله فالتجأ عليه الصلاة والسلام في هذا الموقف الصعب إلى خالقه ومولاه ووقف يناجيه ويدعوه ويتضرع إليه سبحانه، ويسأله النصر على الأعداء قائلا :"اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تكذّب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني" وأجاب الله تعالى دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم وملأ الرهب قلوب المشركين فخافوا من المواجهى العسكرية، حتى طلب بعضهم الرجوع والفرار من ساحة القتال خوفًا من المسلمين، وقبل بدء المعركة وبينما كان القائد العظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفًا خاشعًا متضرعًا يدعو الله عز وجل بأن يرزقه النصر والتأييد، مستغرقًا في الدعاء ومعه الصديق أبو بكر رضي الله عنه، غفا غفوة خفيفة ثم قام مستبشرًا قائلاً لصاحبه وحبيبه أبي بكر رضي الله عنه :"أبشر أبا بكر فقد أتى تصر الله، هذا جبريل ءاخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه النقع" (يعني الغبار).

ومن المواقف العظيمة التي وقفها الصحابة رضي الله عنهم مهاجرون وأنصار مع نبيهم عليه الصلاة والسلام مؤيدين له ومناصرين أنه لما وصل الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مسير مشركي قريش ليمنعوا عيرهم وما فيها من أموال ويحاربوا المسلمين، استشار عليه الصلاة والسلام صحابته وأخبرهم خبر قريش وما عزمت عليه، فقام الصديق أبو بكر رضي الله عنه فتكلم وأحسن. ثم قام الفاروق عمر رضي الله عنه فتكلم وأحسن. ثم قام الصحابيّ الجليل المقداد بن عمرو فتكلم وأحسن وكانوا من المهاجرين. وأما من الأنصار فقد قام الصحابي الجليل سعد بن معاذ وقال للرسول صلوات ربي وسلامه عليه قولته المشهورة "لقد ءامنا بك وصدقناك وشهدنا أنَّ ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض بنا لما أردت فنحن معك، والذي بعثك بالحقّ لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد ... وما نكره أن تلقى بنا عدوًا غدًا ... إنا لصُبر في الحرب صدُق في اللقاء. لعل الله يريك ما تقرّ به عينك ... فسِر بنا على بركة الله تعالى".

فما أعظم من مقولة من صحابي جليل، أثلجت قلب الرسول عليه الصلاة والسلام وأدخلتْ السرور إلى قلبه حتى قال لصحابته رضوان الله عليهم: سيروا وأبشروا فإن الله وعدني إحدى الطائفتين (أي غُنم القافلة أو غُنم المعركة) ثم قال "والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم" قال الله تعالى :{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ ءَالاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ (124) بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ ءَالافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126)}.

ـ فتح مكة المبين والنصر العظيم:

يقول الله عز وجل :{إنَّا فتحنا لك فتحًأ مبينًا} لقد كان فتح مكة المكرمة في شهر رمضان المبارك وفي السنة الثامنة للهجرة على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم قائد في التاريخ، وهو من الانتصارات المشهودة في الأمة الإسلامية، ففي شهر رمضان خرج القائد الأعظم محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه ومعه عشرة ءالاف من أصحابه الكرام مهاجرين وأنصار رضوان الله عليهم من المدينة المنورة التي نورّها الله بنور نبيّه عليه الصلاة والسلام قاصدًا مكة المكرمة لفتحها وتخليصها من الشرك الطغيان والأصنام التي كانت تُعبد من دون الله تعالى، وعندما وصل جيش المسلمين إلى موضع يسمى "مر الظهران" أمر القائد العظيم أصحابه أن يوقدوا النيران على رءوس المرتفعات المطلة على مكة المكرمة حتى ترتعب قريش ويدخل الخوف إلى قلوب مشركي مكة من جيش المسلمين، وفعلا لما رأت قريش هذه النيران المتوهجة على مرتفعات مكة هالها هذا المنظر ودخل الخوف والهلع قلوب المشركين. وأسرع أبو سفيان ومعه بعض المشركين بالخروج باتجاه مصادر النيران يتجسسون على المسلمين، وكان العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج ليلا من معسكر المسلمين في مهمة، فالتقى بأبي سفيان وقال له: هذا رسول الله قد قدم إليكم بما لا قِبل لكم به بعشرة ءالاف مقاتل من المسلمين، فقال له أبو سفيان: فما تأمرني؟ فطلب منه العباس أن يذهب معه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كان الصباح جيء بأبي سفيان فلما رءاه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:"ويحك يا أبا سفيان ألم يئن لك أن تعلم أنه لا إله إلا الله، ويحك يا أبا سفيان ألم تعلم أنّي رسول الله" وعندها هدى الله تعالى أبا سفيان فتشهد شهادة الحقّ ودخل في دين الإسلام، فقال القائد الحكيم رسول الله صلى الله عليه وسلم :"مَن دخل دار أبي سفيان فهو ءامن ومن أغلق بابه فهو ءامن ومن دخل المسجد فهو ءامن". وعاد أبو سفيان بعد إسلامه إلى مكة المكرمة، وكان كبار مشركي مكة مجتمعين يتشاورون في الأمر الذي داهمهم، وبينما هم على هذه الحال إذا بصوت أبي سفيان مدويًا بينهم وقائلاً لهم "يا معشر قريش هذا محمد قد جاءكم فيما لا قِبل لكم به فمن دخل دار أبي سفيان فهو ءامن ومن أغلق بابه فهو ءامن ومن دخل المسجد فهو ءامن"، فتفرّق الناس إلى ديارهم وإلى المسجد الحرام ودخل الجيش الإسلامي المظفر بقيادة رسول الله عليه الصلاة والسلام مكة من جهاتها الأربعة وأحكموا القبض عليها، وهكذا نصر الله تعالى رسوله ومن معه من المؤمنين المجاهدين، ودخل القائد الأعظم صلى الله عليه وسلم مكة متواضعًا لله خاشعًا له شاكرًا على عظيم نعمه وفضله ونصْره، وكان عليه الصلاة والسلام واضعًا على رأسه عمامة سوداء فوقف على باب الكعبة وقال: لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده. وطاف عليه السلام بالكعبة سبعًأ ثم دخلها وصلى فيها وكان حول البيت ثلاثمائة وستون صنمًا مشدودًا بالرصاص، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إليها بقضيب كان في يده الشريفة ويقول: "جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا" فكان لا يشير على صنم إلا سقط لوجهه بقدرة الله عز وجل تحقيرًا له ولعبّاده. ثم بايع الناس رسول الله. ولما جاء وقت الظهر أمر رسول الله بلالا الحبشي رضي الله عنه أن يؤذن للصلاة على ظهر الكعبة معلنًا كلمة الحق التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهكذا ارتفعت راية الإسلام في مكة المكرمة وعلا فيها نداء الحقّ والإيمان وجاء نصر الله تعالى والفتح ودخل الناس في دين الحق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
غزوة بدر الكبرى وفتح مكة العظيم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ماء زمزم المبارك
» غزوة بني النضير
» غزوة الخندق
» غزوة بني القَيْنُقاع والمكائد اليهودية
» معجزات سيدنا محمد حبيب الله و رسوله للعالمين عليه افضل الصلاة و السلام مع الصخرة و الفتح العظيم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى وثيقة العهد الهاشمي :: المنتدى الاسلامي :: المجلس الاسلامي العام-
انتقل الى: