جلالة الملك عبدالله الثاني.. إنجازات اقتصادية أرست دعائم الاقتصاد الأردني.
حقق جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين نجاحات باهرة وتطورات كبيرة للأردن منذ توليه سلطاته الدستورية في كافة الميادين، وأحاول في هذه العجالة تسليط الضوء على إنجازات جلالته المميزة في الميادين الاقتصادية.
شرع جلالته ومنذ توليه الحكم ببناء الاقتصاد الوطني، وأولى جلالته هذا الجانب اهتماماً واسعاً ومساحةً كبيرة من جهده ووقته, وما هذه الإنجازات والمبادرات التي نراها تشرق علينا بين الفينة والأخرى إلا تأكيداً على مدى إصرار جلالته على الإنجاز و تحقيق الرفاه لأبناء شعبه بإرادة قوية لا تعرف الكلل ولا الملل.
وتمكن جلالته بوعيه الواسع والشامل ورؤيته الثاقبة من استشراف العقبات والصعاب والتي كانت ستواجه الاقتصاد الوطني ليعمل بعد ذلك لتقوية دعائم الاقتصاد وتمتين روابطه وتوسيع جسوره، مما أسهم بشكل فعّال وواضح وكفؤ من تمكين الاقتصاد الوطني من الثبات أمام لطمات بحر الأزمات والتحديات الاقتصادية التي واجهت العالم بأسره.
وبإيمان جلالته الراسخ والعميق بأن الاقتصاد الأردني جزء من منظومة الاقتصادات العالمية، يتأثر ويؤثر بها, لم يألُ جلالته جهداً في سعيه المتواصل والدؤوب بأن يصبح الأردن مركزاً إقليمياً للتجارة والاستثمار كمحطة اقتصادية عالمية.
وقد ترجم جلالته هذه الرؤية وهذا التوجه على أرض الواقع وذلك في العديد من الأعمال منها:
1- الزيارات والجولات العالمية التي تضمنت العديد من اللقاءات مع قادة اقتصاديين ومدراء شركات عالمية وممثلين للمجموعات الاقتصادية العالمية، الذين يسهمون بدور فاعل في دوران العجلة الاقتصادية العالمية, وقد جنى الأردن ثمار هذا الجهد الملكي الميمون بإعتلائه مكانةً مرموقةً على الساحة الدولية ونيله احترام قادة وشعوب العالم, وما قبول الأردن كعضوٍ في منظمة التجارة العالمية إلا دليلاً على هذه المكانة العليّة والسامية.
2- عقد المنتديات والخلوات الاقتصادية في الأردن، التي ترأسها جلالته كشخصية اقتصادية عالمية, أسهم بشكل جلي بتسليط الضوء على هذا البلد الذي تتوفر فيه كل مقومات الاستثمار وأهمها الأمن والاستقرار والطاقات البشرية الكفؤة, فعقد هذه المنتديات الاقتصادية العالمية جعل الأردن محط أنظار المستثمرين والشركات العالمية الذين وجدوا في الأردن بيئة خصبة لاستثماراتهم.
3- تركيز جلالته على اكتشاف وسبر قوى الإبداع والتجديد، ولى رأسها الشباب الذين أولاهم جلالته اهتماماً بالغاً بوصفهم فرساناً للتغيير وقادة لمستقبل, وتنظيم عملهم بشكل مؤسسي شبابي.
4- تأكيد جلالته على ضرورة استغلال جميع الموارد والإمكانات المتاحة بطريقة مثالية تضمن الوصول إلى استثمار هادف وبنّاء, وضرورة استثمار الطاقات البشرية الأردنية التي تعتبر من أهم العوامل التي تسهم في تشجيع الاستثمار, وتأكيد جلالته على خلق نوع من التفاعل بين هذه الإمكانات والموارد ليكون الأردن ورشة عمل كبرى.
والمتابع لتوجيهات جلالته السامية إلى الحكومات الأردنية المتعاقبة والمتعلقة بالجانب الاقتصادي يلاحظ جلياً تركيز جلالته في هذه التوجيهات على العديد من النقاط التي تسهم في تعزيز مَنَعة الاقتصاد الوطني, ومن هذه النقاط:
1- توجيهات جلالته بضرورة إزالة كافة العقبات التي تقف عائقاً أمام جذب الاستمارات الخارجية، أكانت هذه العقبات تشريعية أم إجرائية, وحث الحكومات على وضع السياسات الهادفة إلى تحقيق الاستقرار المالي والنقدي, وتعزيز بيئة استثمارية جاذبة ومنافسة على أساس الممارسات التجارية الحديثة والعالمية.
2- حرص جلالته على النهوض بالأداء الاقتصادي لينعكس إيجاباً في خلق مزيد من فرص العمل والحد من ظاهرتي الفقر والبطالة, وضرورة تعميم انعكاسات هذا التطور على كافة شرائح المجتمع وكافة مناطق المملكة.
3- تركيز جلالته على وجوب تطوير المهارات والقدرات لدى العاملين، وذلك بتقديم الدورات التدريبية والنظرية المتطورة والضرورية لرفع كفاآتهم الفنية والفكرية لتصعد بهم إلى سماء الإبداع والتميز, مع ضرورة الحفاظ على حقوقهم الوظيفية في بيئة صحية آمنة وملائمة.
4- تأكيد جلالته على تفعيل دور القطاع الخاص وخلق شراكة حقيقية مع مؤسسات المجتمع المحلي, وذلك نابع من إيمان جلالته بأن نجاعة القرار الاقتصادي لا تتحقق إلا بإشراك جميع الجهات المعنية في صناعة هذا القرار.
5- إيلاء المشاريع الصغيرة القدر الكافي من الاهتمام, ورعايتها ودعمها حتى ترى النور وتقف على قدميها مُمَثِلَةً لبنة في هذا الصرح الاقتصادي الوطني.
6- التوجه لاكتساب المعارف التقنية الحديثة ومواكبة التطورات على كافة الأصعدة والمجالات, واستغلال جسور التواصل المتينة والتي بناها جلالته مع كافة بلدان العالم للإفادة من الخبرات العالمية في تبادل تكنلوجي وثقافي.
7- ضرورة الاهتمام بربط القطاع الاقتصادي بالقطاعات الوطنية الأخرى, كونها تسهم وبشكل مباشر ومؤثر في رفد الاقتصاد الوطني كقطاعات الزراعة والسياحة والخدمات والصناعة.
وما عَقد الزمان الذي مضى على تولي جلالته الحكم إلا عِقداً يزين جيد الأردن, فهذا العِقد مرصع بإنجازات لامعة وكثيرة, وما هذه الإنجازات إلا درر وضائة تضيئ للشباب والأجيال سبل العلو والنهضة والنماء, فإنجازات جلالته كبيرة يصعب وصفها وكثيرة يصعب عدها, ومن هذه الإنجازات:
- تحويل الأردن إلى مركز اقتصادي عالمي مهم ومقر للعديد من المؤتمرات الاقتصادية العالمية، مثل مؤتمر دافوس لاقتصادي الذي يستقطب رجال الاقتصاد وصانعي القرار من كافة أرجاء العالم, وتوقيع العديد من الاتفاقيات التي جعلت الأردن حلقة مهمة فيها, مثل: اتفاقية التجارة الحرة العربية, واتفاقية التجارة مع الولايات المتحدة, واتفاقية التجارة الحرة بين الأردن ورابطة الدول الأوروبية (الافتا) وأهم هذه الاتفاقيات التي جعلت الأسواق العالمية وجهة للبضائع الأردنية وفتحت الباب بين الاقتصاد الأردني والاقتصاد العالمي هي التي انضم الأردن بموجبها إلى منظمة التجارة العالمية.
- تحويل العقبة إلى منطقة اقتصادية خاصة.
- النجاح في تطوير المواقع السياحية واعتبارها رافداً أساسياً للاقتصاد الوطني، وبذل الجهود لتصبح مواقع سياحية عالمية, وما وجود البتراء في قائمة عجائب الدنيا السبع إلا تتويجاً للجهود الملكية والشعبية.
- توظيف الطاقات الشبابية ضمن مؤسسات وطنية تنمي هذه الطاقات للارتقاء بها نحو الإنتاج والفاعلية, ومن هذه المؤسسات الوطنية: مركز التدريب المهني, صندوق الملك عبد الله للتنمية والتشغيل.
- إطلاق جائزة الملك عبد الله الثاني للتميز والكثير من مثل هذه الجوائز التي تحفز وتكافئ التميز والمتميزين.
- تعميم التطبيقات التكنلوجية المتطورة والحديثة على الكثير من المرافق الاجتماعية والاقتصادية في الدولة, مثل أتمتة سوق رأس المالية, وإطلاق الحكومة الإلكترونية, ومبادرة رتش, والتعليم الإلكتروني, وبرنامج الاتصال للمعرفة, وملتقى تكنلوجيا المعلومات, وإنشاء مركزاً للمجموعة الأردنية التكنلوجية للتدريب Rupicon, وإنشاء المركز الأردني المجتمعي لتكنلوجيا المعلومات.
- إنشاء المناطق الصناعية المؤهلة التي تضم 11 منطقة صناعية منتجة ومؤهلة.
- إنشاء برنامج التحول الاقتصادي والاجتماعي.
- إطلاق مبادرات ملتقى السفراء للترويج للأردن اقتصادياً وثقافياً في الخارج.
- الاستثمار في الشباب والتركيز على دورهم في قيادة التطوير والتغيير للوصول إلى مستقبل زاهر متطور تتجسد فيه معاني الأمن والرفاه.
لقد كان للإنجازات الملكية الكثيرة التي ذكرت بعضاً منها الأثر الكبير على صمود الأردن أمام الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة وتجاوزها بأقل الخسائر والتقليل من آثارها المدمرة التي عصفت بالاقتصادات العالمية ودمرت الكثير منها.
فالشكر لله بأن حبانا بهذا القائد الذي يحمل حماسة الشباب وحكمة العقلاء ويتحلى بحصافة الرأي وحسن التخطيط .
حمى الله هذا الفارس الهاشمي يقود ركبنا ويوجه مسيرتنا نحو ذرى التميز والتقدم والازدهار.