التاريخ: 4 تشرين الأول 2004
العنوان: رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني الى المعلمات والمعلمين بمناسبة يوم المعلم
بسم الله الرحمن الرحيم
أيتها الاخوات والاخوة المعلمات والمعلمون الافاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
فانه ليسرني وجلالة الملكة رانيا غاية السرور ان نزجي اليكم اليوم بتحية الاعتزاز بكم والتقدير لعطائكم الخير، والتهنئة الخالصة لكل واحد منكم بيوم المعلم الذي يجسد عرفان مجتمعكم بنبل رسالتكم واهمية دوركم في تنشأة الاجيال والارتقاء بمستوى عقل الانسان وتفكيره وتنمية قدراته واطلاق طاقاته الخلاقة المبدعة واعداده وتأهيله ليكون عنصرا فعالا في بناء مجتمعه قادرا على مواجهة التحديات ومواكبة روح هذا العصر الذي يتميز بالتحديث والتطور المستمر.
اننا نقف اليوم جميعا امام نبل وعظمة رسالتكم لنحييكم ونهنئكم بيومكم هذا ونشد على اياديكم الطاهرة البيضاء وانتم من يعول عليه في تنشئة الجيل ووضعه على طريق المستقبل المتميز بحقول المعرفة والمعلوماتية وحداثة التكنولوجيا وتطويعها وامتلاك ناصيتها.
ولذلك فان ابرز الخصائص والمواصفات التي ينبغي ان يتصف بها المعلم في هذا العصر بأنه معلم متفرد غير نمطي يعد اختلافه مع الاخرين مصدر اثراء معلوماتي له ويمارس التفكير الناقد والابداعي ولديه القدرة والرغبة للتعلم الذاتي والدائم والشامل باعتباره الصديق الداعم والقائد الفذ والمبدع والمحاور والمراقب والموجه والمسهل والميسر للتعليم والانموذج والمستشار.
ونحن ندرك ان من حق كل من يعمل باخلاص وجد ان يكافأ على عمله وانتاجه وان يلمس اثار عمله وجهده مردودا معنويا وماديا ينعكس على مستوى حياته ومعيشته لكننا في الوقت نفسه على قناعة راسخة وتامة ان اعتماد نظام رتب المعلمين وربط الارتقاء المادي بالنمو المعرفي والوظيفي من خلال التدريب والابداع يعد من الاسس الهامة لتحفيز المعلم على امتلاك الكفاءات المتخصصة وتنميتها باستمرار ذلك ان قيمة الانسان هي بمقدار ما يعطي وينتج وان احترام المجتمع للفرد هو بمقدار احترام الفرد لنفسه واعتزازه بعمله والارتقاء بمهنته وثقته باهمية دوره ومكانته في هذا المجتمع.
ومع هذا وذاك فسنعمل كل ما في وسعنا من اجل تحسين اوضاع المعلم المهنية والمعيشية واعادة الهيبة والاحترام والتقدير لهذه المهنة الجليلة السامية وحسبكم شرفا ايها الاخوة المعلمون والمعلمات انكم انتم حراس المبادئ والقيم والثقافة التي تشكل هوية الامة وجوهر حضارتها وانكم انتم الذين تبنون الانسان وترسمون ملامح المستقبل وتمهدون الطريق للاجيال للامساك بناصية العلم والمعرفة والتحديث والتطوير والارتقاء بمستوى حياة الانسان وصقل شخصيته واثراء معرفته وتفكيره فاي عمل واي مهنة اشرف من هذه المهنة التي يشرف كل انسان ان ينتسب اليها ونامل انا ورانيا ان تعتبرونا منذ هذا اليوم معلما ومعلمة ينضمان اليكم ويعتزان بزمالتكم.
مرة اخرى نحييكم في كل مواقعكم في الاردن العزيز ونبارك لكم يومكم هذا ونؤكد على عميق اعتزازنا بكم وتقديرنا لرسالتكم العظيمة والله يوفقنا جميعا لما فيه الخير لوطننا وامتنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
عبدالله الثاني ابن الحسين
عمان، في 4 تشرين الأول 2004