أمثال القرآن الكريم
د.رندة فؤاد خصاونة
قال الله تعالى :»اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ». الحديد،20
ضرب الله تعالى مثلاً للدنيا بغيث نزل على الأرض فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وأعجب نباته الكفار الذين قصروا نظرهم وهممهم على الدنيا جاءها من أمر الله ما أتلفها فهاجت ويبست وعادت إلى حالها الأولى كأنه لم ينبت فيها خضراء ولا رُئي لها مرأى أنيق، كذلك الدنيا بينما هي زاهية لصاحبها زاهرة مهما أراد من مطالبها حصّل ومهما توجه لأمر من أمورها وجد أبوابه مفتحة، إذ أصابها القدر فأذهبها من يده وأزال تسلطه عليها أو ذُهِب به عنها فرحل منها صفر اليدين ولم يتزود منها سوى الكفن، وأما العمل للآخرة فهو الذي ينفع ويدخر لصاحبه ويصحب العبد إلى الأبد .