التاريخ: 16 حزيران 2005
العنوان: الرسالة الملكية إلى دولة الدكتور عدنان بدران
بسم الله الرحمن الرحيم
دولة الاخ عدنان بدران حفظه الله
تحية طيبة وبعد،
في غمار الاداء الوطني النبيل وعبر تحملكم للمسؤولية التنفيذية واندفاعكم الى تادية الواجب الوطني نود ان نؤكد دعمنا لكم لتحقيق ما نرنو اليه لخير الاردن العزيز حاضرا ومستقبلا.
ان سمة الطبيعة البشرية ان تطمح وتسعى وان تتنافس وتعبر عن ذاتها وان تحشد كل القرائن واساليب الجدل في سبيل المصالح والمبادئ ونحن وقفنا ونقف دائما عن قناعة مع الراي الذي لا يلغي الراي الاخر ومع الحوار وحرية التعبير لكننا نؤكد دوما على ان كل المصالح مهما تكاثرت ومهما تنوعت عليها ان تنسحب امام مصلحة الوطن الذي لا مصلحة فوق مصلحته وهذا من صلب ثوابت رؤيتنا وادائنا ونهجنا ومصلحة الاردن هي لنا دائما الهدف الاسمى.
ان قرارنا في اعتماد الاصلاح منهجا واصرارنا على تسريع وتيرته هو فعل ارادة واختيار وهو نابع من رؤيتنا لمصلحتنا الوطنية وحيث تجهد القوى العالمية في الضغط على الدول الاخرى لاعتماد الاصلاح والسير فيه فقد كنا في الاردن وسنبقى رواد الاصلاح الطوعي الذي انبثق من راس الهرم الى مختلف المستويات وسيستمر حتى يحقق كل عوائده لمصلحة الوطن ولرخاء الاردنيين دون استثناء.
اننا على قناعة تامة ان الاصلاح يحتاج الى تضحيات في بداياته لكنه ضمانة مستقبل ابنائنا وبناتنا وازدهار الاجيال المقبلة لذا لا نستغرب كما هو حال كل دعوة للتغيير الايجابي والذي يستلزم التضحيات ان يقاوم البعض مبادىء الاصلاح وان يسعوا الى ابقاء القديم على قدمه ولعل ما يدعم موقفهم هذا هو ان عوائد الاصلاح ليست عينية في مراحل البناء الاولية على عكس ثمارها الوفيرة في المستقبل المنظور وهكذا لاحظنا ونستمر في رصد الهجوم المركز على الاصلاح ومؤيديه وما كنا لنعترض لو ان النقد والرفض بنيا على العلم والموضوعية الا ان الحقيقة جلية في تجاوز مبادئ الاصلاح للتعرض المغرض للاشخاص الذين تبنوا الاصلاح والامر المؤسف هو ان من ينتقد ويهاجم هذا البرنامج الوطني حاد عن مبادئ الاصلاح ونجح في (شخصنة) دعاته ورغم ان الاصلاح مبادئ وليس اشخاصا الا ان الواقع المرير انهم نجحوا في تشخيصه وفي شخصنته.
وعلى هذا الاساس ومن جوهر مبادئ الاصلاح راينا ان نقبل بمبدا التضحية وكان خروج معالي الاخ الدكتور باسم عوض الله من الحكومة هو من لب هذه التضحيات لكن الراسخ لدينا والواضح الجلي ان الاصلاح هو برنامجنا الوطني الذي لا رجعة عنه وهو يمثل ارادتنا واختيارنا لمصلحة الوطن وهو منهج وان كان طويل الامد الا انه وجهة نهائية للاردن الحبيب.
واننا اذ نتمنى التوفيق ودوام النجاح للدكتور عوض الله وهو الذي اعطى الاردن كثيرا وسيستمر في العطاء المتميز في كل موقع يكون فيه وهذا ليس بجديد عليه فقد لبى النداء في كل مرة ناداه الوطن وانا على ثقة بانه سيلبي النداء اذا ما استجد ما يدعو الى عودته الى ميدان العمل المخلص والعطاء.
ان الاصلاح يستحق التضحيات وهو برنامج مستمر حتى يحقق كافة العوائد مثلما هو امانة في اعناقنا لصالح الاجيال المقبلة ولاجل غدهم الواعد لذا يتحتم علينا الانجاز والنجاح.
اننا على ثقة انكم لن تالو جهدا ولن تحجموا عن تضحية من شانها ترسيخ هذا التوجه والتاكيد على المضي والاستمرار فيه كما اننا على قناعة تامة بان سعيكم وحرصكم على تنفيذ رؤيتنا لمستقبل الاردن يتطلب اتخاذ الاجراءات اللازمة لاختيار من تتوسمون فيه القدرة والكفاءة على ترجمة الرؤى الى واقع ملموس يعود بالنتائج الخيرة على الوطن والمواطنين فالاردن اولا ودائما يستحق الافضل.
عبد الله الثاني ابن الحسين
عمان، في 9 جمادى الاول 1426 هجرية
الموافق 16 حزيران 2005 ميلادية