كان اعلان استقلال شرقي الاردن في الخامس والعشرين من ايار 1923م هو البداية لمسيرة الدولة التي استقرت ووضعت منهاجاً للعمل كدولة ذات سيادة واستقلال، وواجه الاردن مصاعب ادارية ومالية وتحديات مختلفة، جعلت سمو الامير عبدالله يبادر الى تخفيض مخصصاته في نيسان عام 1934 بنسبة 35% تقريباً.
والاردن منذ النشأة وهو يقوم بدوره الوطني والقومي، فرغم نعومة اظفاره كدولة الا انه وقف الى جانب الاشقاء في سوريا في مقاومة الاحتلال والاستعمار، وكانت مناطق شمال الاردن مأوى للثوار والاحرار، ولم تتوقف الحكومة عن الدعم والمؤازرة رغم التهديدات والتحذيرات الفرنسية والبريطانية.
كانت الفترة من عام 1923 - 1946م مليئة بالاحداث ، ولعل ابرزها ايضا ذلك الانذار الذي وجهته بريطانيا الى سمو الامير عبدالله بالغاء نيابة العشائر التي انشئت في الحكومة، وان تبسط بريطانيا مراقبتها الكاملة على الامور المالية بدون شرط، وجرت مفاوضات شاقة مع البريطانيين تم الاتفاق بعدها على حلول وسط تضمن سيادة الاردن ومكانته.