[b][flash]اجمل ما قيل في جمال ووصف العيون في الشعر العربي [/flash]
إن فـي الـعـيـون اسـراراً لا يـعـرفـها إلا خـالقها، و قـد حـار الـعـلـماء فـيهـا، أمـا الـشـعـراء فـلـم يـتـركـوا للـحـيـرة مـكـانـاً، و لـم يـضـيـعـوا وقـتـهـم فـي مـحـاولـة كـشـف ذلـك الـغـمـوض، بـل ابـدعـوا فـي وصـفـهـا، و تـفـنـنـوا فـيـها، حـتى و الله إنـي لأتـحـدى شـعـراء الـغـرب و الـشـرق فـي ان يـصـفـوا الـعـيـن كـما وصـفـها شـعـراء الـعـرب فـي الـجـاهـلـية و فـي فـتـرة مـا بـعد الإسـلام. فـقـد كـان من بـلاغـة شـعـراء الـعـرب ان يـسـبـحـوا فـي عـيـون الـمـراة، فـقـد كـانـت تـكـفـيـهـم نـظـرة لـيـرسـمـوا بـعـدهـا آيـات الإبـداع فـي الـوصـف.
و انـا فـي مـقالـتي الـمـتـواضـعـة إنـما احـاول ان انـقـلكـم الـى عـالمـهـم عـبـر بعـض ابـيـات الـشـعـر الـتى تـصـف جـمـال عـيون الـمـرأة .
الـعـيـن هـي و سـيـلة الإرسـال و الإسـتـقـبـال و نـقـطـة الإنـطـلاق و نـافـذة الإنـتـهـاء ... و قـد عـبـر عـنـهـا الـشـاعـر عـمـر ابن ربـيـعـة فـي قـولـه:
اشـارت بـطـرفِ الـعـيـن خِـيـفـة اهـلـهـا
إشـارة مــحـزونٍ و لـم تـتــكــلــمِ
فـأيـقـنـت أن الـطـرف قـد قـال مـرحـباً
و أهـلاً و سـهلاً بـالـحـبـيـبِ الـمـتـيـمِ
و فـي أبـيـات اخـرى، قـال الـشـريـف الـرضـي:
يـا قـلـبُ مـالـك لا تـفـيـق و قـد رأت
عـيـنـاكَ كـيـف مـصـارعُ الـعـشـاقِ
فـتـكـتْ بـك الـحـدقُ و لـم تـزل
تـجـنـي الـقـلـوب جـنـايـة الأحـداقِ
و قـد ابـدع الـعـرب فـي و صـف تـلـك الـنـظـرات الـتـي تـؤدي إلـى الـسـهر. فـهـو سـهم مسـمـوم و فـعـل مـذمـوم. و اذكـر هـنا هـذه الأبـيـات:
كـل الـحـوادث مـبـداهـا مـن الـنـظـر
و مـعـظـم الـنـار مـن مسـتـصـغـر الـشـرر
كـم نـظـرة فـتـكـت بـقـلـب صـاحـبـها
فـتك الـسـهام بـلا قـوس و لا وتــرِ
الـــمرء مـادام فـي عـيـن يُـقـلـبـهـا
فـي اعـيـن الـعـيـن مـوقـوف عـلى الـخـطـر
يـسـر مـقـلـتـه مـا ضـر مـهـجـتـه
لا مـرحـبـاً بـسـرور جـاء بـالـضـررِ
و اذكـر هـنـا قـصـة ان الأصـمـعـي كـان فـي بـعـض مـيـاه الـعـرب و إذ بـجـاريـة سـاحـرة الـجـمـال قـد وردت الـمـاء، و لـمـا رأت الـجـاريـة كـثـرة تـشـوف الـنـاس إلـيـها ارسـلـت بـرقـعهـا... فـبـدت كـالـبـدر، فـقـال لـها الأصـمـعي: لـم تـمـنـعـيـنـا الـنـظـر إلـى وجـهـك الـحـسـن؟
فـأنـشـأت تـقـول:
و كـنـت مـتى ارسـلـت طـرفـك رائـداً
لـقـلـبك يـومـاً اتـعـبـتـك الـمـنـاظـرُ
رأيـت الـذي لا كـلـه انـت قـادرٌ
عـلـيـه و لا عـن بـعـضـه انـت صـابـرُ
و هـنـا تـتـجـلى روعـة الإبـداع عـنـدمـا انـشـد الأصـمـعي قـصـيـدة فـي رده عـلى الـجـاريـة:
أوحـشـــيـة الـعــنـيـن أيـن لـك الأهـــلُ
أبـالـحـزن حَـلـوا أم مـحـلـهـم الـسـهـلُ
و أيـة أرض اخــــرجـــتـــك فــــإنــني
أراكِ فـي الـفـردوس إن فـتـش الأصـلُ
قـفـي خـبـريـنـا مـا طـمـعـت و ما الـذي
شـربـت و مـن ايـن اسـتـقـل بـك الـرحـلُ
لأن عـــــلامـــــات الــجـــنـان مـبـيـنـةٌ
عـلـيـك و ان الـشـكـل يـشـبـهـه الـشـكـلُ
و فـي ابـيـات اخـرى ....
أريـيـنـي مـكـان الـبـدر إن افـل الـبـدرُ
و قـومـي مـقـام الـشـمس إن بـعـد الـفـجـرُ
فـفـيـكِ مـن الـشـمـس الـمـنـيـرةِ ضـوءهـا
و لـيـس لـهـا مـنـك الـتـبـسـم و الـثـغـرُ
الـعـيـن هـي الـتي تـجـلب الـحـب، و سـأذكـر هـنا مـنـاظـرة بـيـن الـعـين و الـقـلب و لـوم كـل واحـد مـنـهـمـا للأخـر:
تـمـتـعـا يـا مُـقـلـتَـيَّ بـنـظـرةٍ
وأوردتـهـمـا قـلـبـي اشـر الـمـواردِ
أعـيـنـيَّ كُــفا عـن فــؤادي فإنـه
مـن الـبـغـي سَـعْـيُ اثـنـيـن فـي قـتـلِ واحـدِ
و فـي شـعـر اخـر :
يـقـول قـلـبـي لـطـرفـي إذا بـكـا جـزعـاً
تـبـكـي و انـت الـذي حـمَّـلـتـني الـوجـعا
فـقـال طـرفـي لـه فـيـمـا يـعـاتـبـه
بـل انـت حـمَّـلـتـنـي الآمـال و الـطـمـعـا
حـتى إذا مـا خـلا كـلٌ بـصـاحـبـهِ
كـلاهـما بـطـويـل الـسـقـم قـد قـنـعـا
نـادتـهـما كـبـدي لا تـتـعـبـا .. فـلـقـد
قـطـعـتـمـانـي بـمـا لاقـيـتـمـا قـطـعـا
و قـد ابـدع شـعـراء الـعـرب فـي و صـف الـدمـوع، يـقـول الـعـبـاس بـن الأحـنـف مـخـاطـباً حـبـيـبـتـه:
جـرى الـسـيـلُ فاسـتـبـكـانـي الـسـيـلُ إذ جـرى
و فــاضـت لـه مـن مُـقـلـتََََـَيَّ غُـــروبُ
و مـا ذاك إلا حـيـن ايـقـنـت انـهُ
يَــمــرُ بـوادٍ انــت مـنــه قــريــبُ
و يــقــول الـشـريــف الـرضى:
يـا ظـبـيـة الـبـان تـرعـى فـي خـمـائـله
لـيـهـنـك الـيـوم أن الـقـلـب مـرعـاكِ
الـمـاءُ عـنـدكِ مـبـذولٌ لــشـاربــهِ
و لــيـس يـرويـكِ إلا مـدمـعُ الـبـاكي
و اخـتـتـم كـلامـي بـوصـف الاهـداب و الـمـحـجـر
يـقـول الـشـيـخ بـرهـان الـديـن:
أهـداك لـحـظـك لـلـورى شَـرَك فـمـنْ
أوثــــقــتـــه فــيــهــن لا يـتـلـفـــــتُ
كـيـف الـنـجـاةُ و رمـح قـدك مـشـرعٌ
كـيـف الـخـلاص وسـيفُ لـحـظـك مُـصـلـتُ
و يـقـول الأمـيـر سـيـف الـديـن:
إن الـعـيـون لـكالـحـصـون فـهـدبـها
شـرفــاتـها و جـفـونـهـا الأســوارُ
و كـذا مـحـاجـرهـا الـخـنـادقُ حـولـها
و الـحـافــظــون بـهـا هــم الأنــوارُ
هـذه هـي بــعـض الأشـعـار، و الأشـعـارُ كـثـيـرة و لـكـنـي لا اريــد الإطـالة عـلـيكـم.... ارجــوا ان تـكـون مـخـتـاراتـي قـد اعـجـبـتـكـم و هـي مُــنـتـقـاةٌ مــن عــدة كــتب
ارجو انا ينال الموضوع اعجابكم