تغيير التوقيت والمكان يربك الساعة البيولوجية
ساعة الحائط لا تنطبق دائماً مع الساعة البيولوجية للانسان, فبالرغم من ان الساعة البيولوجية تنتظم لدى الانسان بانتظام حياته, والميل الى الرتابة والروتين من حيث النوم والافاقة والشعور بالجوع والذهاب للحمام.. الا ان هذه النشاطات البيولوجية التي تتحكم بها المؤثرات العصبية التي تتحكم بافراز هرمونات الجوع.. وهرمونات النعاس وهرمونات المزاج.. لا تبقى على حالها اذا تعرض الانسان لحالات من التنقل من منطقة لاخرى.. ففي الوقت الذي تكون فيه الشمس مشرقة في منطقة ما.. فإنها تكون محتجبة في منطقة اخرى.. وهذا ما يربك النشاط البيولوجي للانسان الذي يتنقل من هذه المنطقة الى اخرى, وهذا ما يفسر ارتباك مواعيد السحور والافطار لدى الطلبة او المسافرين من بلاد اعتادوا على مواقيتها.. الى بلاد تعاكس في مواقيتها بلادهم الاصلية.. كما ان هنالك مناطق نهارها قصير جداً.. او ليلها قصير جداً.. فإنها سبب آخر لارتباك الساعة البيولوجية لمن يرتحل اليها.
وحتى في نفس القطر فإن تغيير التوقيت ما بين صيفي وشتوى يربكهم وهذا ما يفسر بعض الاضطراب البيولوجي الذي يحدث للطلبة عندما يتغير التوقيت خصوصاً في ساعات الصباح والافاقة من النوم.. ويبقى الوضع هكذا لفترة محدودة الى ان تنضبط ساعة الانسان مع ساعة الحائط.. حيث يتغير السلوك العصبي والهرموني المعقد الذي يضبط الساعة البيولوجية البشرية.
وبهذا الصدد فقد قامت مجموعة المانية مختصة بهذا الشأن.. قامت باجراء دراسة على 55 الف شخص خضعوا لظروف تغيير التوقيت حيث راقبت الدراسة سلوك النوم لدى المتطوعين للدراسة بواسطة اسورة وضعت في ايدي كل من خضع للدراسة ولمدة ثمانية اسابيع فتبين أن ساعة الانسان ترفض التأقلم مع الواقع الجديد الا بقدر بسيط. وتأكيداً لذلك فإن الخاضعين للدراسة لم يفيقوا من النوم مع دقات ساعة التنبيه وفق التوقيت الجديد.. بل سيطرت ساعاتهم البيولوجية على الموقف.. وبقوا نائمين لساعات اعتادت اجسامهم عليها قبل تغيّر التوقيت.. بمعنى انهم استكملوا ساعات نومهم المعتادة.
وخلصت الدراسة الى أن الساعة البيولوجية هي نظام عصبي وهرموني معقّد يحتاج الى وقت للتأقلم والانسجام والتوافق مع ساعة الحائط, خصوصاً في الطلبة والعمال خصوصاً اولئك الذين يعملون بنظام الورديات.. وطلبة المسائي والصباحي.. واولئك الذين تتغير اقامتهم من قطر الى قطر, كما ان لعوامل الطقس تأثيراً على انضباط الساعة البيولوجية, حيث أن السلوك البيولوجي والنفسي للانسان يختلف في اليوم المشمس عنه في الجو الغائم.. ومن فصل الشتاء الى فصلي الربيع والصيف.
هاشم سلامة